الحياهـ حلوهـ شرط أن نعرف كيف نحياها بسعادة
فالسعادة هي الغاية المنشودة
والجنة الموعودة التي يسعى إليها البشر أجمعون
فالمؤمن بإيمانه يسعى إلى السعادة
و الكافر بكفرهـ ينشد السعادة
و السارق بسرقته يريد السعادة
و الزاني بزناهـ يريد السعادة
و جامع المال بجمعه يريد السعادة
وعلى الرغم من أن الناس جميعاً يطلبون السعادة
إلا أن غالبيتهم لم يعرفوا السعادة الحقيقية
ولم يهتدوا إلى طريقها
وإن شعروا بجانب اللذة و الفرح و الانبساط في الدنيا
فإن عوامل الخوف و القلق و التنغيص و الندم والاضطراب
تعكر عليهم صفو حياتهم ، وتذهب لذاتهم ،
وتجعلهم في خوف دائم من المستقبل
وخاصة من الموتـ الذي يكرهونه
( قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)
و الـ ع ـالم اليوم يعيش حالة من القلق
و الاضطراب النفسي و العصبي و الشقاء
والخوف الدائم مما يسمونه " المجهول "
فقد انتشرت الأمراض الخطيرة
التي عجز الطب الحديث عن علاجها
بل عن معرفة أسبابها و سبل الوقاية منها
فمرض السرطان بأنواعه المختلفة يفتكـ بالملايين
و التلوث البيئي يفتكـ بالملايين
و المخدراتـ والمسكراتـ تفتكـ بالملايين
و الشذوذ الجنسي بأنواعه يعصف بالعالم
و الجرائم على اختلاف طرقها و بواعثها في ازدياد مستمر
و الحروب بين الدول أو بين أبناء الأمة الواحدهـ تتنامى بشكل ملحوظ
و الفقراء في العالم يموتون بسبب الأوبئة والأمراض وسوء التغذية
فأي عالم هذا ؟؟ وأي سعادة تتحقق مع وجود هذهـ الشرور ؟؟
و يظل المرء حائراً وسط هذا الاضطرابـ الذي يموج بالعالم موج البحر
و يتساءل في يأس و قلق :
أي طريق يسلكـ ؟
وأي سبيل يقصد ؟
وإذا كان أغلب البشر يقفون حائرين .. متسائلين
فإن المؤمن لا تنتابه هذه الحيرة ، ولا يعتريه هذا القلق والاضطراب
فالطريق واضح أمامه ، وبريق السعادة يلوح في الأفق
والأمل في السعادة الكبرى يدفعه إلى تحمل المشاق و متابعة المسير
فيأخذ في قطع المراحل الموصلة إلى غايته مرحلة مرحلة
فكلما قطع مرحلة لاحت له مرحلة أخرى
فلا يزال يقطع المراحل مهاجراً إلى ربه
و مع تحمل التعب و المشاق
حتى تصير سعادته في هذا السفر وفي تلكـ المشقة
فإذا ماتـ على ذلكـ لم يفته شيء من الدنيا
وفاز بالسعادة الأبدية في الآخرهـ
وإذا ظل سائراً ظل في ترق و صعود إلى الدرجاتـ العالية و المنازل الرفيعة