خيط رفيع..ومشدود

متميز عدد الرسائل : 117 تاريخ التسجيل : 06/10/2007

كان خيط رفيع رفيع جداومشدود الى اخره..الى بعضه..لم تتمايل بعد به الرياح فما زالت تنسجه الايام..فنقطع وتمزق وتكاد ان تذهب به الرياح بعيدا عن كل شيء عن الانظار والاقلام والارض والسماء..!

مازلت اذكر تلك القصه الجميله " قصة لم تكتمل " ومازلت اتفكر في عبور موسى عليه السلام ببني اسرائيل البحر وتظن انه المشهد الاخير وخاصة بعد غرق فرعون ولكن الروايه لم تتوقف لان الامر لم يتم بعد..مازلت اتذكر نهاية حرب48 وقيام دولة اسرائيل وتظن انها اخر الروايه ولكنها بدايه لروايات سوف يسجلها التاريخ..مازلت اتذكر اشياء من اجزائي وذكرياتي واظن في بعض الاحوال انه هنا نهاية الحكاية..!!وهكذا نحن بني البشر نستعجل النهايات ولا نعمل لها حسابا..!!!

مازلت اتذكر كم وقفت في صالون العقاد وانا لم اره بعيني الى الان..وتخيلت كثيرا مكتب الاديب الزيات وهو يدير حلقة من الاقلام الكبيرة في مكتبه..مازلت اتذكر مشهد عثمان بن عفان رضي اللة عنه في صفحات ابن كثير وهو يقتل شهيدا وتظن انها المشهد الاخير..

تعلمت ان الاشياء تتحرك لكن الثوابت لا تموت ولا تتغير ولا تتبدل مهما تغيرت الالون وتشكلت الاشياء وتقلبت الوجوة..ولا يغريك مشهد الاعشاء الاخير او الافطار الاول..ولا رائحة كأسا من القهوة..وكما قيل " العبرت بالخواتيم ".

تعلمت انه قد لا نلتقي او قد لا نشهد الفصل الاخير من المسرحيه..وان كانت هذة رغبه لكنها ليست غاية رغم انتكاس الكثير من المفاهيم عندنا حبا في المشهد الاخير كيف يسدل الستار حتى لو لم تعجبنا النهايات الا اذا تلاعب بها الكاتب..وليس كل قصة لها كاتب ولا كل نهاية سعيدة ولا كل رغبة تتحق ولا كل سحابة صيف ممطرة ولا كل وجه صبوح يحمل خلفه قلب كالورد ولا كل ريشة ترسم ملامح الحقيقه ولا كل قلم سيال ولا كل متحدث مبدع..ولا كل حرف من حروفي هو جزء من حقيقتي لكنه جزء مني غذيته وطورته وصقلته الايام.

قد يظهر فجئة في حياتنا اناس ويختفي اخرون فجئه..ولا شيء صدفة ولكن هذة نظرتنا القاصرة عن الاحداث التي لا نرتب لها نصنفها من الصدف رغم اننا مازلنا نسير على الطريق وعلى الطريق كل شيء متوقع.معرفة اسباب الاشياء مهم لدينا على الاقل من باب التحليل والتعلم من الماضي..ماهو السبب في البدايه وما هو السبب في النهاية..نكره ان تمزق القصة بلا نهاية وان تنقطع الاشياء بلا خاتمه وان تقف على الرصيف وتتنحى بلا سبب..

احبك ان تخبرني عن نفسك وما هي الاسباب والدوافع وما هي القصة وما هي الخاتمة..احب ان اعرف متى التقينا ومتى نفترق..لا تدعني هكذا في حيرتي وترحل بلا سبب..لن اعذرك الا بالموت ان كنت تحمل شيء من الود على الاقل للذكريات الجميلة..

هذة دائما هي رسائل الغفران بيننا رحيقها الرومنسية..وفي نهاية المقال نكتب الخاتمة ونوقع بروحنا وايامنا نهاية شيء من الاشياء.