كان لملك وزيرا عاقلا فكلما اصاب الملك مكروها قال له الوزير : لعله خيرا فسئم الملك من هذه الكلمه التي طالما يكررها الوزير له الى أن جاء يوما فقص اصبع الملك جراء مرض اصابه , فقال : له الوزير لعله خيرا فغضب الملك وقال أيقص اصبعي وتقول لعله خيرا , أنك وزير حاقد وأبله فألقى به في السجن وقال الوزير لعله خيرا فأزداد الملك غضبا عليه فمكث مدة طويله في السجن. وفي ذات يوما خرج الملك الى البر بين مجموعة من حرسه وأصحابه وداهمهم عجا وغبارا كثيفا فشط به حصانه واذا به بين قوم يعبدون صنما فمسكوه وارادوا أن يقتلوه ويقدمونه قربانا لصنمهم ولكنهم لاحظوا أن أصبعه مقطوع فقالوا لبعضهم هذا اصبعه مقطوع مثل اصبع صاحبنا الميت الذى نعبده فلايجوز لنا ان نقتله واطلقوا سراحه وعاد الى حرسه واصحابه وفي اليوم التالي استدعاء الوزير المسجون وقال له : اني نجيت من القتل بسبب أصبعي المقطوع والان أؤمن بالقضاء والقدر وأن ما يصيب الانسان فله فيه خير . ولكن احب أن اسألك لو كنت لم تسجن فماذا يمكن أن يصيبك قال الوزير : لكنت معك وقتلت قربانا للمعبد .